جهاز الفكر
.يتكون المخ من ملايير الخلايا العصبية . و من هذه الخلايا الدقيقة ينبثق الفكر ، و فيها تكمن أصرار الوجدان
إن المخ البشري هو مركز الحياة الواعية و المنظمة . و هو يتفوق كثيرا على مخ الثدييات الأخرى ، سواء من حيث درجة التطور الاستثنائيي أو من حيث الوظائف المعقدة التي يضطلع بها
فمن هذا العضو الفريد المنبثق الفكر ، انطلاقا من المعطيات و المعلومات المتمثلة في الأحاسيس و الانفعالات و الذكريات . و هذه الخاصية >خاصية الفكر التي يتمز بها الكائن البشري عما عداه ، هي التي مكنته من إضفاء تغيير جذري على نمط حياته .
و مع ذلك فإن كل شيء يبعث على الاعتقاد بأن الانسان لا يستغل سوى جزء يسير من الامكانات الهائلة التي تتيحها له خلاياه العصبية . تلك الخلايا التي تعد بالملايير ، و التي تختلف عن باقي خلايا الجسم بكونها عاجزة عن التوالد
. وظائف معقدة
اذا نحن استثنينا الأفعال الارتكاسية Actes réflexes ، لا دخل فيها للإرادة ، فإن كافة الأنشطة التي يشهدها جسم الإنسان تمر عبر المخ.
و لولا المؤهلات البديعة التي يملكها هذا العضو لما كان هناك خيال أو ابداع أو بحث . بل إن اللا شعور نفسه رغم قلة ما نعرف عنه ، يرتكز على الأداء الوظيفي للمخ . ففي هذا الأخير تنشأ الدوافع الوجدانية المختلفة ، و فيه يتم تحليل الانطباعات المتواصلة ، قبل أن يتم {تخزينها} بعناية في أغوار اللاشعور
الغريزة
مهما تطورت القشرة المخية ، فإن السلوك الغريزي يبقى محتفظا بالكثير من الأهمية ، بما في ذلك لدى الإنسان .
و يكفي أن نتأمل سلوك شخص غاضب لكي نتأكد من ذلك .
إذ إن الغضب يتيح الفرصة للدوافع الغريزية كي تعرب عن نفسها دون أن تخضع لأية {رقابة} من طرف القشرة المخية .
كما أن الدافع الجنسي لدى الكائن البشري يبقى مرتبطا بنشاط هذا الجزء البدائي من المخ .
إذ توجد فيه نواة خاصة ، تتكون من المادة الرمادية ، تتحكم في هذا النوع من النشاط الغريزي .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire